أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة 3 فبراير 2023م بعنوان : القرآن الكريم ومنهجه في عمارة الكون ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 3 فبراير 2023م بعنوان : القرآن الكريم ومنهجه في عمارة الكون ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 12 رجب  1444هـ ، الموافق 3 فبراير 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 فبراير 2023م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : القرآن الكريم ومنهجه في عمارة الكون.

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 فبراير 2023م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : القرآن الكريم ومنهجه في عمارة الكون ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 فبراير 2023م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : القرآن الكريم ومنهجه في عمارة الكون ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

 

___________________________________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

و للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن الدروس الدينية

عناصر خطبة الجمعة القادمة 3 فبراير 2023م بعنوان : القرآن الكريم ومنهجه في عمارة الكون ، للدكتور محروس حفظي :

 

(1) حثُّ الإسلامِ على عمارةِ الكونِ.

(2) منهجُ القرآنِ الكريمِ في توجيهِ الخلقِ نحوَ عمارةِ الكونِ.

(3) واقعُ المسلمينَ مِن إعمارِ الكونِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 3 فبراير 2023م بعنوان : االقرآن الكريم ومنهجه في عمارة الكون ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي: 

خطبة بعنوان: القرآنُ الكريمُ ومنهجُهُ في عمارةِ الكونِ بتاريخ 12 رجب 1444 هـ = الموافق 3 فبراير 2023 م

الحمدُ للهِ حمدًا يُوافِي نعمَهُ، ويكافىءُ مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِك، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أمَّا بعدُ ،،،

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : القرآن الكريم ومنهجه في عمارة الكون

(1) حثُّ الإسلامِ على عمارةِ الكونِ.

حثَّ دينُنَا الإنسانَ على إعمالِ عقلهِ في كلِّ ما يفيدُ البشرية، فيحاولُ جاهدًا- بما أعطاهُ اللهُ مِن عقلٍ وعلمٍ- أنْ يحوِّلَ الصحراءَ القاحلةَ إلى أرضٍ خضراء، وعليهِ أنْ يسبَحَ في الفضاءِ ليستكشفَ ما بهِ مِن أسرارٍ، ويعرِفَ ما يفيدُهُ ليفعلَهُ، وما يضرُّهُ ليتجنَّبَه، كلُّ ذلك في إطارٍ مِن التواضعِ للخالقِ جلَّ وعلَا؛ لأنَّ العُجْبَ والغرورَ بهذا العقلِ الذي قد يجرُّ صاحبَهُ إلى الدمارِ والهلاكِ، ليس لهُ وحدَهُ بل للكونِ كلِّه بِمَا فيهِ قالَ ربُّنَا: ﴿حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾

وما أعظمَ الإمامَ ابنَ عاشورٍ الذي جعلَ عمارةَ الأرضِ مِن أشرفِ مقاصدِ الشريعةِ حيثُ قالَ: (مِنْ أَكْبَرِ مَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ الِانْتِفَاعُ بِالثَّرْوَةِ الْعَامَّةِ بَيْنَ أَفْرَادِ الْأُمَّةِ عَلَى وُجُوهٍ جَامِعَةٍ بَيْنَ رَعْيِ الْمَنْفَعَةِ الْعَامَّةِ وَرَعْيِ الْوِجْدَانِ الْخَاصِّ، وَذَلِكَ بِمُرَاعَاةِ الْعَدْلِ مَعَ الَّذِي كَدَّ لِجَمْعِ الْمَالِ وَكَسْبِهِ، وَمُرَاعَاةِ الْإِحْسَانِ لِلَّذِي بَطَّأَ بِهِ جُهْدُهُ، وَهَذَا الْمَقْصِدُ مِنْ أَشْرَفِ الْمَقَاصِدِ التَّشْرِيعِيَّةِ) أ.ه . (التحرير والتنوير 3 / 45) .

إنَّ اللهَ – عزَّ وجلَّ – عندمَا طلبَ مِن الإنسانِ أنْ يعمرَ الأرضَ لم يتركْهُ تائهًا متخبطًا حائرًا، بل وفّرَ لهُ أهمَّ المقوماتِ التي تتمثلُ في أمرين:

 الأولُ: الإمكاناتُ والوسائلُ التي يتمكنُ بهَا مِن عمارةِ الأرضِ، والقرآنُ مليءٌ بالآياتِ التي تتحدثُ عن تسخيرِ الكونِ للإنسانِ قالَ ربُّنَا:﴿سخر لكم ما في السموات وما في الأرض﴾، وقال أيضاً:﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ* وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾

الثاني: القدرةُ العقليةُ التي تجعلهُ قادرًا على الاستفادةِ مِن هذه الثرواتِ وهذه الإمكاناتِ.

وقد أخبرَنَا القرآنُ عن حضاراتٍ عمرَّتْ الأرضَ حيثُ استغلتْ الإمكاناتِ المتوفرةَ لديهَا وسخرتْ طاقتِهَا العقليةَ فأنتجتْ كمًّا عظيمًا لكن سرعانَ ما زالَ بسببِ انحرافِهَا عن هديِ السماءِ كقومِ هودٍ عليهِ السلامُ قالَ ربُّنَا: ﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ﴾ وكقوم صالح قال تعالى: ﴿أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ * وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ﴾

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : القرآن الكريم ومنهجه في عمارة الكون

(2) منهجُ القرآنِ الكريمِ في توجيهِ الخلقِ نحوَ عمارةِ الكونِ.

وضعَ القرآنُ الكريمُ منهجًا فريدًا في عمارةِ الكونِ يمكنُنَا أنْ نوجزَهُ في الآتِي:

أولاً: إعمارُ الإنسانِ نفسه: إنَّ المتأملَ في فقهِ العمارةِ في القرآنِ يجدُهُ فقهًا راقيًا يتناولُ الإعمارَ مِن أبعادِهِ كلِّهَا وعلى كلِّ المستوياتِ، فقد بدأَ بإعمارِ أهمِّ كائنٍ في الكونِ ألَا وهو الإنسانُ، فأهتمَّ بإعمارِهِ أولًا، وتزكيةِ إيمانِهِ قبلَ كلِّ شيءٍ، وتعزيزِ روحِ التكاتفِ والتعاونِ حتى تسمُوَ إلى عوالمِ الإيثارِ، فالإعمارُ المعنويُّ للنفوسِ هو الأساسُ الذي يُنبنَي عليه إعمارُ الأرضِ ولا يمكنُ أنْ نؤسسَ لحضارةٍ إنسانيةٍ إلّا بإعمارِ وتزكيةِ الجانبِ الخلقيِّ والإنسانيِّ فيهَا قالَ تعالَى:﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ .

ثانياً: الأمرُ بزراعةِ الأرضِ واستصلاحِهَا:  وجهنَا ربُّنَا في كتابِهِ العزيزِ إلى ضرورةِ إحياءِ الأرضِ وزراعتِهَا واستثمارِهَا؛ لأنَّهَا هي مصدرُ الغذاءِ، وأساسُ الموادِ الخامِ للصناعةِ قالَ ربُّنَا: ﴿فَلْيَنْظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ* أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً* فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً* وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً* وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ﴾، كما أنَّ مهنةَ الزراعةِ مِن أعظمِ المهنِ، وأكثرِهَا أجرًا؛ لأنَّ خيرَهَا متعددٌ للبشرِ والطيرِ والبهائمِ لكنَّهَا تحتاجُ إلى دراسةٍ وفقهٍ وحسنِ استغلالٍ فحينئذٍ تحصلُ الخيراتُ، وتأتي البركاتُ فعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ، أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ» (متفق عليه)، وقد صرَّحَ نبيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنَّ الغرسَ مِن الأعمالِ التي تبقَى للرجلِ بعدَ موتهِ قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«سَبْعَةٌ يجْرِي عَلَى الْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ بَعْدَ مَوْتِهِ فِي بِرِّهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ أَكْرَى نَهْرًا، أَو حَفْرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلاً، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ» (شعب الإيمان)، وبما أنَّ النباتاتِ تقعُ في أسفلِ الهرمِ في السلسلةِ الغذائيةِ وهي المنتجُ الأولُ للغذاءِ وما لهَا مِن فوائدَ جمةٍ نجدُ أنَّ الاسلامَ قد حثَّ على الزراعةِ بكلِّ أنواعِهَا، وعدم تركِ الأرضِ بدونِ زراعةٍ فعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، فَإِنْ لَمْ يَزْرَعْهَا، فَلْيُزْرِعْهَا أَخَاهُ» (مسلم) .

ومِن أجلِ إعمارِ الكونِ منعَ الإسلامُ قطعَ الاشجارِ أو حرقهَا إلّا لمنفعةٍ ظاهرةٍ  أو ضرورةٍ ملحةٍ، وأوجبَ الرفقَ بالفلاحين، وجعلتْ تشريعاتُ الإسلامِ إعمارَ الأرضِ المهملةِ سببًا مباشرًا لتملكِهَا فيمَا يعرفُ عندَ الفقهاءِ ب”إحياءِ المُوات” قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ» (الترمذي وحسنه)، لكن هذ الإحياءُ له شروطٌ وضوابط بحيثُ يقعُ في الإطارِ الذي حددَهُ الشارعُ الحكيمُ، ووفقَ ما تنظمهُ الدولةُ مِن قوانينَ تحمِي بها ملكيتِهَا العامة وإلّا فمخالفةُ القانونِ يعتدُّ تعديًّا على الشرعِ الحنيفِ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا، طَوَّقَهُ اللهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» (مسلم) .

تابع / خطبة الجمعة القادمة

كما سخرَ اللهُ للإنسانِ كلَّ ما يحتاجهُ لزراعةِ الأرضِ، وذلّلَ له العقباتِ التي قد تقفُ في طريقهِ قالَ ربُّنَا: ﴿‌وَالْأَرْضَ ‌فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ﴾ أي: بسطنَاهَا ومهدنَاهَا بينَ، أيدِيكُم؛ ليسهلَ عليكم العملَ فيها، والانتفاعَ بثمراتِهَا وخيراتِهَا، وقد حفلَ القرآنُ بكثيرٍ مِن الآياتِ التي تُلفتُ الانتباهَ إلى أنَّ الزراعةَ أحدُ المهنِ اللازمةِ لحياةِ البشريةِ والتي لا تَحيَا بدونِهَا قالَ ربُّنَا: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ .

لقد فهمَ الصحابةُ ومَن بعدهُم مغزَى هذا التوجيهِ الكريمِ، وطبقوهُ في حياتِهِم العمليةِ بكلِّ إخلاصٍ طمعًا في ثوابِ اللهِ، وعمارةً للأرضِ، ورخاءً للإنسانيةِ، ولذا كانُوا سابقينَ في أمرِ الزرعِ مِن هذا المنطلقِ وعملًا بقولِ ربِّنَا: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾، وتأسيًّا بأقوالِ الحبيبِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعملِ الصحبِ الكرامِ يجبُ على الإنسانِ العاقلِ أنْ يقومَ برسالةِ عمارةِ الأرضِ، واستخراجِ كنوزِهَا، والمحافظةِ على هذه البيئةِ نقيةً صالحةً، ومواصلًا الليلَ بالنهارِ لتحقيقِ الاكتفاءِ الذاتِي مِن الزراعةِ وغيرِهَا، ولا يقعدَنَّ عن الطلبِ والزراعةِ إنسانًا صغيرًا أو كبيرًا.

بل أوصىَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديثٍ عظيمٍ بإعمارِ الكونِ ولو أَزِفَ يومُ القيامةِ فعَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا» (الأدب المفرد)، فليسَ هناكَ حثٌّ على إعمارِ الكونِ أقوىَ مِن هذا الحديثِ؛ لأنَّه يدلُ على الطبيعةِ المنتِجَةِ والخيِّرةِ للإنسانِ، فهو بفطرتِهِ عاملٌ مِعطاءٌ كالنبعِ الفيَّاضِ لا ينضبُ ولا ينقطعُ حتى إنَّه ليظلّ يعملُ حتّى تلفظ الحياةُ آخرَ أنفاسِهَا، فلو أنَّ الساعةَ تُوشكُ أنْ تقومَ لظلَّ يغرسُ ويزرعُ، وهو لن يأكلَ مِن ثمرِ غرسِهِ، ولا أحدٌ غيرهُ سيأكلُ منهُ؛ لأنَّ الساعةَ تدقُّ طبولَهَا، فالعملُ هنا يُؤدَّى لذاتِ العملِ؛ لأنَّه ضربٌ مِن العبادةِ، والقيامُ بحقِّ الخلافةِ للهِ في الأرضِ إلى آخرِ رمقٍ، يقولُ الإمامُ المناويُّ: «والحاصلُ أنَّه مبالغةٌ في الحثِّ على غرسِ الأشجارِ، وحفرِ الأنهارِ لتبقَى هذه الدارُ عامرةً إلى آخرِ أمدِهَا المحدودِ المعدودِ المعلومِ عندَ خالِقِهَا، فكمَا غرسَ لكَ غيرُكَ فانتفعتَ بهِ فاغرسْ لِمَن يجيءُ بعدَكَ لينتفعَ وإنْ لم يبقَ مِن الدنيا إلّا صبابة، وذلك بهذا القصدِ لا ينافِي الزهد، والتقللَ مِن الدنيا» (فيض القدير) .

ثالثًا: وجوبُ العملِ والسعيِ كي يعفَّ الإنسانُ نفسَهُ وأهلَهُ عن أكلِ الحرامِ: أمرَ ربُّنَا في كتابهِ العزيزِ بالعملِ بكلِّ أشكالهِ وأصنافهِ بل ربطَ بينَهُ وبينَ الإيمانِ فلا تجد آيةً وردَ فيهَا الإيمانُ باللهِ إلّا وقد قُرنَ فيها العملُ، وقد وردَ لفظُ العملِ في القرآنِ في «360» آية، تضمنتْ الحديثَ عن أحكامِ العملِ، ومسؤوليةِ العاملِ وعقوبتهِ ومثوبتهِ في الدنيا والآخرةِ.

تابع / خطبة الجمعة القادمة

إنَّ القرآنَ أوجبَ على الناسِ أنْ يكونُوا إيجابيينَ بالجدِّ ليفيدُوا ويستفيدُوا، وكرهَ لهم الحياةَ السلبيةَ، والانزواءَ عن العملِ قالَ ربُّنَا: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ فالسماءُ لا تمطرُ ذهبًا ولا فضةً، ولكن تمطرُ ماءً يعمرُ الحياةَ بشقِّ الأرضِ، فيجنِي الإنسانُ ثمارَهَا، ويعف نفسَهُ وأهلَهُ عن خبثِهَا فعليهِ أنْ يأخذَ بالأسبابِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا» (الترمذي وحسنه)، وقد وازنَ دينُنَا بينَ ضرورةِ العملِ لدفعِ حركةِ الحياةِ، وعجلةِ التنميةِ، وبينَ متطلباتِ الروحِ في العبادةِ بحيثُ لا يطغَى أحدُهُمَا على الآخرِ، فيصابُ المسلمُ بموتِ الضميرِ، وعدمِ مراقبةِ العليمِ الخبيرِ قالَ ربُّنَا:﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، وقال:﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾، فليسَ مِن الصوابِ أنْ يتجهَ الإنسانُ بجميعِ طاقاتهِ لتحصيلِ متعِ الحياةِ، والظفرِ بملاذِّهَا الفانيةِ، وينصرفَ عن اللهِ بالكليةِ، بل عليهِ أنْ يعملَ لدنياهُ وآخرتهِ معًا.

كما اهتمَّ القرآنُ بالحديثِ عن الصناعةِ كسبيلٍ مِن سبلِ الإعمارِ، وقد حفلَ بذكرِ نماذجَ لصناعاتٍ مهمةٍ كصناعةِ المنسوجاتِ والموادِ الغذائيةِ والدوائيةِ وصناعةِ الأسلحةِ والمعداتِ الثقيلةِ، وصناعةِ الغوصِ واستخراجِ اللؤلؤِ والمرجانِ، وصناعةِ الزجاجِ …الخ، وهذا داودُ عليه السلامُ يمتنُّ اللهُ عليهِ بتعليمِهِ مبادئَ الصناعةِ ‏العسكريةِ، فكانَ يستخدمُ الحديدَ في صناعةِ الدروعِ وآلالاتِ الحربِ المختلفةِ فكان له قدمُ السبقِ في ذلك، وكان أولَ مَن سردَهَا وحلَّقَهَا كما قالَ ربُّنَا: ﴿وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾، وقال مشيرًا إلى بعضِ فوائدِ الحديدِ: ﴿وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾

رابعًا: النهيُ عن الإفسادِ في الكونِ: إنَّ الفسادَ ظاهرةٌ سلبيةٌ ومشكلةٌ مجتمعيةٌ تقضِي على اليابسِ والأخضرِ، وتقفُ عقبةً في سبيلِ تقدمِ البشريةِ، ولذا اتفقتْ كلمةُ الشرائعِ السماويةِ في النهيِ عن الإفسادِ في الأرضِ بأيِّ صورةٍ أو وسيلةٍ ماديةٍ كانتْ أو معنويةٍ فهذا نبيُّ اللهِ صالحٌ عليه السلامُ ينهى قومَهُ: ﴿وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ المُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾، وها هو موسَى يخاطبُ أخاهُ هارونَ عليهما السلامُ قائلًا لهُ: ﴿اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾، لقد أوجدَ اللهُ الأرضَ على أحسنِ حالٍ، وهيأهَا على أفضل صورةٍ عرفَهَا الإنسانُ ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ فيأتي الخطابُ القرآنِيُّ موجهًا للإنسانيةِ جمعاء بالمحافظةِ عليهَا، وعدمِ تبديدِ ثرواتِهَا، والعملِ على تحسينِ مقدراتِهَا حتى يصلَ الإنسانُ بهَا إلى أوجِّ التقدمِ والحضارةِ والمدنيةِ ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾ ولا أدلَّ على ذلك مِن أنَّ مادةَ «فسدَ» بجميعِ مشتقاتِهَا قد وردتْ في القرآنِ «خمسينَ مرةً»، كما جعلَ الإفسادَ مِن صفاتِ المنافقين، وأخبرَ عن عدمِ محبتهِ لهُ، وعدمِ رضاهُ عنهُ في مواضعَ كثيرةٍ مِن كتابهِ قالَ ربُّنَا:﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِى ٱلأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَسَادَ﴾، وقد فرّعَ الفقهاءُ حديثًا- استنادًا لمقاصدِ الشريعةِ – أنَّهُ لا يجوزُ استخدامُ الأسلحةِ الكيمائيةِ والنوويةِ لِمَا تحدثُهُ مِن دمارٍ شاملٍ على مساحاتٍ واسعةٍ تطالُ آثارهُ كلَّ إنسانٍ دونَ تمييزٍ بينَ مُقاتلٍ وغيرِ مقاتلٍ، وتُهلِكُ الحيوانَ والنباتَ، وأضرارُهَا تبقَى أجيالًا عديدةً، ولأنَّها تُهلِكُ الحرثَ والنسلَ، وفي سياقِ التشريعِ القانونِي وضعَ ربُّنَا في كتابهِ الحكيمِ أشدَّ عقوبةً وأقساهَا ضدَّ المفسدين وتوعدَهُم، وشرَّعَ لهم “حدَّ الحرابةِ” فقالَ: ﴿إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا﴾

تابع / خطبة الجمعة القادمة

خامسًا: الترشيدُ العام، وعدمُ الإسرافِ والتبذيرِ في استخدامِ مواردِ الكونِ: أمرَنَا دينُنَا بعدمِ الإسرافِ والتبذيرِ في كلِّ شيءٍ، وأنْ تنهجَ المنهجَ الوسطَ فقال: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾، والخطابُ هنا يرتفعُ القرآنُ أنْ يوجهَ للمؤمنينَ فقط، فخاطبَ جميعَ البشرِ، بل جعلَ القرآنُ الترشيدَ صفةً مِن صفاتِ عبادِ اللهِ فقالَ: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾، وقد نهَانَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الإسرافِ في الماءِ كأحدِ أهمِّ المواردِ الطبيعيةِ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ، وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ:«مَا هَذَا السَّرَفُ» فَقَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ، قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ» (أحمد وابن ماجه)، وفي سبيلِ تحقيقِ هذا الخُلقِ كانتْ الأسرةُ مسؤولةً عن توعيةِ أولادِهَا بأهميةِ تلك المواردِ وعدمِ العبثِ بهَا قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» (متفق عليه)، فعلينًا أنْ نُربيَ أجيالَنَا على وجوبِ صيانةِ هذه النعمِ وإلّا قلتْ الاستفادةُ منهَا، وبعد ذلك يأتي دورُ المدرسةِ في تكملةِ ما بدأتْهُ الأسرةُ، ولوسائلِ الإعلامِ المرئيةِ والمسموعةِ والمقروءةِ دورٌ أيضًا في ذلك وكذا مؤسساتِ المجتمعِ المدنِي مِن خلالِ تقديمِ النصحِ والإرشادِ وهكذا لا بُدَّ مِن تكاتفِ الجميعِ في سبيلِ الحفاظِ على هذا الكونِ الذي نعيشُ فيهِ.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : القرآن الكريم ومنهجه في عمارة الكون

(3) واقعُ المسلمينَ مِن إعمارِ الكونِ.

مِمَّا يؤسفُ لهُ أنَّ الكثيرَ مِنّا غفلَ عن هذا المنهجِ القرآنِي الذي سبقَ الإشارةُ إليهِ، وكأنَّ اللهَ خلقَهُ على هذه الأرضِ كي يؤدِّي طقوسًا عباديةً فقط، ويغضَّ الطرفَ عن نصوصِ الشرعِ الحنيفِ التي أمرتْهُ بالإعمارِ، وهذا فهمٌ سقيمٌ عقيمٌ ينمُّ عن جهلِ صاحبهِ وغبائهِ؛ لأنَّ اللهَ طلبَ مِنَّا إعمارَ الكونِ بمعناه الشاملِ والذي هو تحقيقٌ لمعنَى العبوديةِ لهُ سبحانَهُ، وهذا يتوجبُ علينَا أنْ نفقهَ ونعِي ثقافةَ الإعمارِ والتنميةِ كلٌّ في مجالِهِ، فينبغِي على كلِّ إنسانٍ أنْ يفتحَ ذهنَهُ، وأنْ يفكرَ في استغلالِ الثرواتِ الموجودةِ في بلدهِ، ويتساءل: كيف نستفيدُ منها؟ كيف نوظفُهَا لخدمةِ وطنِنَا؟ فلا ينبغِي لكَ أنْ تعزفَ عن هذا الأمرِ الربانِي، بل لا بُدّ أنْ يفكرَ فيمَا يمكنُ أنْ يضيفَهُ لمجتمعهِ مِن الخيرِ والبرِّ، فتنبَّهْ وأعملْ.

 نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنَّهُ أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، وأنْ يجعلَ بلدنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمنًا أمانًا، سلمًا سلامًا وسائرَ بلادِ العالمين، ووفق ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.

كتبه: د / محروس رمضان حفظي عبد العال     

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »